الراحل خير الدين حسيب

تنعى الهيئة العامة للجمعية العربية لعلم الاجتماع ومجلس أمنائها ورئاستها وأمانتها العامة، الراحل الكبير/ الدكتور خير الدين حسيب الذي وافته المنية أمس في بيروت، المدينة التي ألفها وأحبها.
الدكتور خير الدين حسيب ، ابن الرافدين الذي ارتحل إلى لبنان ،حين كان منبرا للانشغالات الكبيرة التي تهم العرب المعنيين وللصحافة والعروبة والسياسة والجمال والفن والحروب المشتعلة في كل الاتجاهات، كان مسكونا وحاملا لفكرة العروبة الثقافية ومن كبار الدالين عليها، أسس لها مركزا ، ظل على مدار العقود، من أهم ما أنجزه العرب في لحظة النهوض ثم في عصر الانتكاس، وتعقب فكرته في كل مدار ممكن .لقد كان مركز دراسات الوحدة العربية الذي تراسه الراحل الكبير حيز فعلي ومجازي للعروبة الثقافية، واحد أهم المكتسبات الباقية في العمل ألتشاركي العربي الممتد من مشارق العرب إلى مغاربهم، الذي كان معني بهندسة الوعي والوجدان والمصير اللائق والمصالح الحيوية للعرب وضرورات تحققهم المناسبة في التاريخ.
مادت الأرض ومالت بلبنان وبالعرب واختلط الحابل بالنابل في حياتهم، إلا أن مركز دراسات الوحدة العربية وخير الدين حسيب، بقيا واستمرا وظلا: موقفا وموقعا،و صوتا له صدى،علامة ودليلا يصوب الوعي العربي نحو الأفق المناسب ويقدم إسهامه في رسم الدروب التي تليق بالعرب وبحضورهم في الزمن وشروط هذا الحضور. ورغم ما نال مركز دراسات الوحدة العربية من أحوال العرب المائلة في حقبة الانتكاس المديدة، بقي المركز ملتحما بصبر حول هدفه وفكرته.
ومن باب الإنصاف والاعتراف والاستذكار، فقد كان مركز دراسات الوحدة العربية راعٍ بروحية شريك نزيه ونبيل، للجمعية العربية لعلم الاجتماع إبان ترأس الفقيد للمركز وفي ظل من أتوا من بعده أيضا، كما اتسع صدر المركز الفسيح بكرم أصيل، لكل محاولات العرب الذين سعوا لقول شيء آو القيام بفعل ينسجم مع العروبة الثقافية ودعوتها القائمة على ملاقاة المصائر والأقدار كما يتعين.
خير الدين حسيب صاحب القامة المتطلعة والمقام المشغول بقضايا زمنه ، وصاحب الحضور الكبير واحد علامات جيل الفكرة العربية ودعوتها صار في ذمة الله ، والجمعية العربية لعلم الاجتماع تعزي نفسها بفقده وتعزي أهله وذويه ومحبيه والعروبة الثقافية وحامليها أينما كانوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *