الراحل حنا مينه

احتراما لوصية حنا مينه، الذي عبّر الموت بامتلاء باذخ لا صخب فيه ولا تنازل في طريقه إلى العالم الأخر، فإن الكلام التالي ليس نعيًا، بل هو استذكار لقامة ظلت عالية في السراء والضراء وحين البأس العظيم، وفي كل المدارات المنيفة الشجاعة في كل نحو كنا نجده هناك .حنا مينه، الذي كان من كبار أمته والزمن الذي عاش فيه، الذي قاد وعينا وتعهده بلا هوادة، كي يكون وعي على قدر عزم الحياة ومتطلباتها العاتية، وكي يكون أعمق وأجمل وأفضل، ويتغلب على شوائبه ونواقصه وعيوبه الموروثة والمكتسبة والمبتدعة. وحملنا حملًا، كي نلاقي متطلبات الوجود بكفاءة وبجمال وبسمو وبجدارة ما استطعنا لذلك سبيلًا وأكثر.ابن الشام وغيمها والندى، الشام التي ظللت بخيرها، أمما وأزمنة وعوالم وحقب. سليل الساحل السوري العظيم، تغيرت الدنيا وانقلب حابلها ونابلها، لكنه ظل يقف وارفًا، معادلًا لنفسه ومعناه ولما يجب أن يكون، وتشكل كعلامة عالية، في ذاته وفي بلاده وفي زمنه وفي أجمل وأبدع ما استطاع وعينا أن يكون .حنا مينه، حيث تواجد كان جديرًا بمكانته التي استحقها: عن إرادة وعن إيمان، وكان ما كان عليه عن اختيار وعن وعي: يقظ ، صبور، بصير. متى وحيث شاءت أقداره أن يكون هنا أو هناك، سيكون بعهدة ربه وأهله في الخالدين. فطوبى.الأمانة العامة للجمعية العربية لعلم الاجتماع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *